نَشِّف جِراحاً غَدَت في القَلبِ تَلتَهِبُ = بَغدادُ يا مَوطِناً لِلعِزِّ يَنتَسِبُ
بَغدادُ يا مَوطِنَ الإِسلامِ وَالقَلَمِ = وَالحَرفِ وَالفِكرِ وَالتاريخُ يَرتَقِبُ
بَغدادُ يا مَوطِنَ الأَمجادِ زاهِيَةً = بِزَهوِها يَفخَرُ الأَكرادُ وَالعَرَبُ
يا أُمَّةً للعُلا سارتْ مَراكِبُها = كُلُّ الكَواكِبِ والأنوارِ تُحتَجَبُ
يا أُمَّةً قَد عَلَتْ بَينَ الوَرى ألَقاً = يا مَهدَ عُشتارنا آثارُهُ الذَّهَبُ
يا حُضنَ هارونَ وَالمُستَنصِر العَلَمِ = يا عَهدَ مُعتَصِمٍ مِن نَخوَةٍ يَثِبُ
يا قِبلَةًً لِلوَرى في نورِها أَلَقٌ = يا إِسمَ بَغدادَ،، عُنوانٌ فَلا يَخِبُ
قَد لاحَ لِلعَينِ وَهجٌ بازِغُ وَعَلا = مِن كُلِّ طِفلٍ شُعاعٌ أَبيَضٌ عَجَبُ
أَطفالُ بَغدادَ وَالذُّلِّ البَغيضِ عِدا = أَطفالُنا لِمَعالي العِزِّ تُنتَخَبُ
يا زارِعَ الوَردِ في أَعتابِنا فَرَحاً = يا نافِخَ النّارِ،، في أَحداقِنا لَهَبُ
بِلادُنا لِرجال العُرْبِ راعيَةٌ = بِلادُنا لِلعِدا نارٌ بِها غَضَبُ
فَانظُر إِلى أرضِنا بالخَيرِ قد طفَحت = وَانظُر إِلى مَجدِنا غَصَّت بِهِ الكُتُبُ
يا إِبنَ بابِلَ وَالأَيّامُ شاهِدَةٌ = يا أَرضَ نَصرٍ عَلى أَعتابِها الحُقَبُ
يا كَربَلا مَوطِنَ الأَجدادِ شامِخَةً = يا نَينَوى في رَبيعِ الزَهوِ تَختَضِبُ
هذي مَرابِعُنا نامَت على وَجَعٍ = حتى غَدَتْ أرضُها بالجوعِ تَصطَلِبُ
أَنبارُ خَيرٍ بِفَيَضِ الجودِ عامِرَةٌ = وَالعِلمُ مِن مَنبَرِ الأَنبارِ يَنتَشِبُ
وَتِلكَ بَصرَتُنا ،،والشَطُّ يَعرِفُها = وَكلُّ ظامِئةٍ لِلنَّهرِ تَنتَحبُ
كُلُّ البِقاعِ على أرضي مُقَدَّسَةٌ = وكُلُّ قَطرةِ ماءٍ والنّدى لُجُبُ
عِراقَنا ،،ليسَ لي مِن حبِّهِ بَدَلٌ = وَليسَ لي وَطَنٌ في الأرضِ أنتَخِبُ
هذي بلادي ،، ورَغمَ الجُرحِ تُسعِفُني = هذي بلادي ورَغمَ البُعدِ أَقتَرِبُ
إِن لَم يَكُن في الحَشا ضَيمٌ فَلا جَزَعٌ = كَيفَ السَبيلُ وَقَد ناخَت بِنا الشُّهُبُ
لَم يَبقَ إِلاّ هَجيعُ اللَيلِ وَالسَحَرِ = فَالصُبحُ بادٍ وَيَمضي الغَيمُ وَالسُحُبُ
فريد مسعود
14/ 1/ 2006
هناك تعليقان (2):
وكيف ننسى وهى الجرح الجاثم فينا
لنا الله
ولعل الفجر قريب.
هو جرحُ ليس كغيره من الجروح .
هو عذابات تاريخ ،، ونزيف زمن .
هو ألمٍ يخترق العظم حتى النخاع .
نعم ،، لنا الله
إرسال تعليق